قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا يدخل الجنة ديوث، أو مدمن خمرٍ) وفي بعض الروايات: (لا يجد ريح الجنة) فهل هؤلاء غير موحدين؟
الجواب
لا يلزم أن هؤلاء غير موحدين، ومثل هذه النصوص:(لا يدخل الجنة مدمن الخمر، ولا يدخلها ديوث) هذه من نصوص الوعيد التي يقول فيها العلماء: إنها لا تدل على خروج الفاعل من الإيمان، ولا خلوده في النار، وإنما يجب أن تبقى على ما هي عليه؛ لتكون زاجرة عن هذا الفعل مع اعتقاد أن الإنسان لا يكفر بهذه الأفعال، هذه عقيدة أهل السنة، فلا يرون أنها تعارض ما ذكر.
ثم يجب أن نعرف أن مثل هذه النصوص استدل بها الخوارج الذين حكموا على مرتكب الكبيرة بالنار وبالخروج من الإيمان، وهم في ذلك ضالون مخطئون قطعاً؛ لأن نصوص الله جل وعلا لا تتعارض فيجب الجمع بينها، وهذا هو الجمع، فإن الله جل وعلا لما ذكر القتل -والقتل أعظم من شرب الخمر- أخبر أن القاتل أخٌ للمقتول، والمقصود بالأخوة هنا: أخوة الإيمان: {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ}[البقرة:١٧٨] فسماه أخاً له، فالأخوة ثابتة؛ ولذلك فهو من المؤمنين، والرسول صلى الله عليه وسلم رجم المرأة الزانية وصلى عليها، وهؤلاء يقولون: إنه يكفر، وإنه يخرج من الدين الإسلامي، فهم متناقضون في الواقع؛ لأنهم حكموا على نصوص الكتاب بآرائهم وأهوائهم، والواجب إرجاع بعضها إلى بعض وهذا هو الحق.