وقوله:{يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ}[الحديد:٤] ، الولوج: هو الدخول في الشيء، يعني: يعلم الذي يدخل فيها في طبقاتها من جميع الأشياء سواء: حيوانات أو معادن أو نبات أو غيره ذلك، فلا يخفى عليه شيء تعالى الله وتقدس.
وقوله:{وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا}[الحديد:٤] ، كذلك الذي يخرج من الأرض من جميع الأشياء لا يخفى عليه.
وقوله:{وَمَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا}[الحديد:٤] ، ما ينزل منها، يعني: هذا تفصيل لعلم الله جل وعلا بعدما ذكر أنه يعلم مجملاً ذكر التفصيل، وهذا يذكر لبيان حقيقة الواقع ولوجوب اعتقاد ذلك، وأنه لا يخرج عن علم الله شيء، فهو عليم بالأشياء التفصيلية، وليس كما يقول الفلاسفة الذين يكفرون بهذه الأشياء، يقولون: عَلِمَ الله بالأشياء المجملة فقط، أما الأمور التفصيلية فهو لا يعلمها حتى توجد، تعالى الله وتقدس! وهذا كفر بالله جل وعلا، وفي هذه الآية رد على كل من يقول بهذا القول أو بشيء منه.
وقوله:{يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ}[الحديد:٤] ، أي: الذي ينزل من السماء من الأشياء التي يعلمها الله، من غيث أو رحمة أو عذاب أو أمر أو ملائكة أو أرواح أو رياح أو غير ذلك.
والمقصود بالسماء: كل ما كان فوق، فكل ما كان فوق الإنسان فهو سماء، ونهاية السماء عرش الرحمان؛ فهو سقف المخلوقات كلها، وفوق عرش الرحمان الرحمان تعالى.