هل طلب المريض الرقية من أهل العلم فيه حرج، وإن كان يعرف القراءة؟
الجواب
إذا طلب الإنسان الرقية لا يكون من السبعين الألف الذين يسبقون إلى الجنة؛ لأنه طلب من الخلق، والواجب على المؤمن أن يكون غنياً بربه جل وعلا عن الخلق كلهم، وأن يكون طلبه وسؤاله من الله وحده، والسبب في هذا كما يقول العلماء: أن الإنسان إذا طلب من المخلوق فإن الطلب يكون له أثر في القلب، وهو نوع من الافتقار والالتفات إلى المطلوب منه، وهذا يكون نوعاً من العبادة، وإن كان هذا قد يكون خفيفاً عند بعض الناس، ولكن من هذه الناحية صار نوع افتقار إلى المخلوق، فمنع من قام به ذلك أن يكون من السبعين ألفاً الذين يسبقون إلى الجنة بلا حساب، وقالوا: الدليل على هذا أن الله حرم مسألة المخلوق إلا في حالات ثلاث فقط، إذا وقع الإنسان في ضائقة لا يجد عنها مندوحة، وإذا حصلت له جائحة اجتاحت ماله، وإذا تحمل حمالات، ففي هذه الحالات فقط تجوز له المسألة كما في صحيح مسلم من حديث قبيصة، وقال بعد ذلك:(وأما ما عدا ذلك فالمسألة سحت) ، وجاء أنها خموش وكدوش في وجه الإنسان، فمسألة الرقية من هذا النوع.