هذا الحديث يدل على مشروعية الرقية أو جوازها؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رقى بعض أهله، ورقي حيث رقاه جبريل، فإذا كان قد فعله وفعل له، فمن هذه الناحية نقول: إن الرقية مشروعة، والفرق بين كلمة جائزة أو مشروعة واضح: وذلك أنها إذا كانت مشروعة فإن الإنسان يثاب عليها إذا رقى نفسه أو رقى غيره، قاصداً بذلك النفع، ومخلصاً لله جل وعلا، وبأسماء الله وآياته، أما إذا كانت جائزة فلا يلزم أن يحصل الثواب، وإنما يحصل النفع، فهي مشروعة، وفيها دليل على أن الرقية تكون بأسماء الله وصفاته وآياته.
وفيه أنه ينبغي للداعي سواءً كان راقياً أو سائلاً أن يبدأ بالثناء على الله جل وعلا بذكر أوصافه وأسمائه الحسنى التي يتمدح بها، ويمدح عليها، ويثنى بها عليه، ثم بعد ذلك يذكر طلبه، ويذكر الأسماء التي تناسب الطلب، وهذا كثير جداً في القرآن وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفيه أن الدعاء ينبغي أن يكون باسم الرب، وقد قيل: إنه الاسم الأعظم، وأنه يكون على نوعين: توسل إليه بربوبيته العامة، وتوسل إليه بربوبيته الخاصة، وإذا تأمل الإنسان أدعية الرسل فإنها كلها -إلا ما شاء الله- بلفظ الرب: ربي ربنا، وذلك لأن له ربوبية عليهم خاصة بهم، ليست لسائر الخلق، فهم توسلوا إليه بهذه الربوبية الخاصة، وقد قيل: إن هذا من أسباب إجابة الدعاء، كون الإنسان يسأل بهذا الاسم الكريم، ويكرره.