للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفرق بين صفة البصر والنظر]

السؤال

هل النظر الذي جاء في حديث: (عجب ربنا من قنوط عباده، وقرب غيره، ينظر إليكم أزلين) إلى آخر الحديث؛ هو نفس البصر؟ وهل يقال: إن النظر من الصفات الفعلية؟ وما صحة قول من قال ذلك؟ وهل يقال: إن البصر قديم النوع حادث الأفراد كما قيل ذلك في الكلام والنزول وغيرها من صفات الأفعال؟

الجواب

ما يقال هذا، البصر صفة ذات، أما النظر فهو صفة فعل، ومعلوم أن النظر يصدر من البصر، ولا يقال: إن النظر هو البصر، والبصر من الصفات الأزلية التي لا تنفك عن رب العالمين جل وعلا، فهو بصفاته أزلي، وهو كذلك دائم بها، والنظر الذي ذكر في الحديث يتعلق بمشيئته، إذا شاء نظر إلينا، وإذا شاء أعرض عنا تعالى وتقدس، ولكن هذا خاص في حالة خاصة كما سبق أنه في حالة ما إذا تأخر المطر، واشتد الأمر على العباد، فإنه جل وعلا يعجب بحالهم، كيف تقع فيهم هذه الحالة من الأزل والقنوط وهم يعلمون أن الله ربهم الذي رباهم بنعمه، ونعمه لا تزال تترى عليهم، وخيره قريب، جاء لفظ (الخير) ، وجاء (غيره) يعني: أنه يغير الأحوال من حال إلى حال.

<<  <  ج: ص:  >  >>