[النظر في سيرة الصحابة تدل على أنهم خير الناس بعد الأنبياء]
ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وإنصاف لا بجهل وهوى؛ علم ما من الله عليهم به من الفضائل علماً يقينياً، وعلم أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله جل وعلا؛ لأن الله جل وعلا اختار لنبيه صلى الله عليه وسلم أفضل الأمة وخيرها، صحبوه وجاهدوا معه، وسر بأعمالهم، وتوفي وهو راض عنهم، وقد أخبر الله جل وعلا أنه راض عنهم.
هذا هو قول المؤلف -رحمه الله- في الصحابة، فكيف يتهم المؤلف أنه يتكلم على الصحابة بالاحتقار والانتقاد، وأنه يخرق إجماعهم، وأن يزدريهم ولاسيما كبارهم مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي؟ وقد جمع ابن حجر ترجمة للمؤلف في كتابه الدرر الكامنة من أسوأ ما يكون، ذكر فيها أموراً متناقضة، مثل أنه يحتقر الصحابة، وأنه يرميهم بالجهل، وأنه يخالف إجماعهم، وأنه يزدري فضلاءهم وكبراءهم، والعجيب أنه ذكر عنه في هذه الترجمة أشياء في كتبه التبري منها مناقضتها، وما ذلك إلا دليل على اتباع المذاهب التي يتقلدها بعض الناس، وسوف يجازى كل قائل بما يقول، وإذا قارنا هذا القول مع قول هؤلاء يتبين لنا أن قولهم كذب وافتراء، والله المستعان.