[وجوب الإيمان بما أخبر الله دون التكلف في معرفة غيره]
السؤال
فضيلة الشيخ: قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}[الأعراف:٥٤] ، هل تدل هذه الآية الكريمة على أن الله عز وجل حين خلق السماوات والأرض لم يكن عالياً على العرش؟
الجواب
هذا من التكلف الذي لا ينبغي؛ لأن الواجب علينا أن نقول بما علمنا وما ذكره الله جل وعلا لنا، أما ما وراء ذلك فشيء قد لا تحتمله عقولنا ولا تصل إليه، مع العلم أن الله جل وعلا أول بلا بداية، وأنه ليس بحاجة إلى غيره، بل العرش فقير إليه، وكونه خلقه واستوى عليه ليس لأنه سبحانه محتاج إليه؛ بل خلقه لحكمة، وقد يظهر لنا شيء من ذلك وقد لا يظهر، فيجب على الإنسان أن يقف حيث أوقفه الله، ولا يتعدى ذلك إلى الأمور التي لم تأت الأخبار من الله إلينا يعلمنا إياها، فعلينا أن نقف عند حدنا.
وهذا السؤال قد أجاب عنه بعض العلماء، ولكنه جواب بمقتضى النظر فقط؛ لأنه ليس فيه نصوص، فقال: إنه كان مستوياً قبل ذلك؛ لأنه لما خلق العرش استوى عليه، ولم يكن ليخلقه ويتركه، والاستواء بعد خلق السماوات والأرض استواء خاص، هكذا قال والله أعلم.