نعم يمكن رؤية الله عز وجل في المنام، ولكن يجب أن يعلم أن الذي يراه النائم في منامه ليس هو الله وإنما هو مثال يمثل له على حسب ما في قلبه من الإيمان، فإذا كان إيمانه صحيحاً وحسناً يرى صورة تناسب إيمانه، وإن كان ضعيفاً رأى ما يناسب إيمانه؛ ولهذا لما كان الرسول صلى الله عليه وسلم أحسن الخلق إيماناً قال:(رأيت ربي في أحسن صورة) ، يعني: في النوم، والذي رآه صلوات الله وسلامه عليه هو مثال لله جل وعلا حسب ما عنده من الإيمان، وكذلك الحال مع كل نائم.
أما الله جل وعلا فهو لا يرى في الدنيا، كما أن رؤيته في الآخرة لا يصاحبها إحاطة به، وإنما يرى المؤمنون وجهه جل وعلا، ولهذا قال:{لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}[الأنعام:١٠٣] ؛ لأن الإدراك: هو الإحاطة إحاطة بالشيء كما بين القرآن ذلك، فإنه جل وعلا قال في قصة موسى مع فرعون:{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الشعراء:٦١-٦٢] ، فبين أن كل جمع كان يرى الجمع الآخر، ومع ذلك نفى موسى عليه السلام الإدراك وقال: كلا، فالإدراك غير الرؤية.