فضيلة الشيخ! قلت: إن الاستواء وقع قبل خلق السماوات والأرض، فما الدليل؟
الجواب
لا، ما قلت هذا، استواء الله وقع بعد خلق السماوات والأرض؛ لأنه جل وعلا يقول:{إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}[الأعراف:٥٤] ، و (ثم) تقتضي الترتيب مع التراخي، يعني: الاستواء على العرش جاء مرتباً، وجاء هذا الترتيب بلفظة (ثم) مما يدل على أنه ليس قبل، أما السؤال المقدر الذي قد يقول السائل فيه: هل كان الله مستوياً على العرش قبل خلق السماوات؟ فنقول: العلم عند الله، علينا أن نؤمن بالشيء الذي أخبرنا الله جل وعلا به، أما الشيء الذي ما أخبرنا به فنقف، وقد علم أن الله لا يحتاج إلى العرش، فهو غني عن العرش وعن غيره، واستواؤه لأمر يتعلق بمشيئته وحكمته، والله أعلم، وإنما علينا أن نؤمن بالشيء الذي أخبرنا الله به.