ما الفرق بين التفويض المحمود والتفويض المذموم، حيث إن هناك من يستدل بقول الإمام مالك في تفسيره للاستواء، ويقول: هذا هو التفويض؟ فهل هذا صحيح بارك الله فيكم?
الجواب
التفويض المحمود هو تفويض حقيقة الشيء، أما المعنى فلا يجوز تفويضه، والمطلوب من المسلم في ذلك الفهم والإيمان والعمل، والله جل وعلا يقول:{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}[النساء:٨٢] ، وهذا ذم للذين لا يعرفون معاني القرآن، والله لا يخاطبنا بشيء لا يفهم، ولكن الشيء الذي لا يدرك ولا يمكن للعقل استيعابه وإدراكه؛ ومعرفته فهذا الذي يفوض، ومنه حقائق صفات الله جل وعلا، أما المعاني والتي منها كونه ينزل إلى السماء الدنيا، ويأتي إلى الأرض فهذا نعرفه، أما كيفية النزول فهو مما لا يدرك ولا يعرف؛ لأن الكيفية يلزم لها أمران: الأمر الأول: أن تشاهد الشيء حتى تعرف كيفيته، والمشاهدة هنا ممتنعة، فلا أحد يشاهد الله ولا يراه.
الأمر الثاني: أن يكون لهذا المكيف شيء مثله، والله لا مثيل له تعالى وتقدس.
فانتفت الكيفية بهذين الأمرين قطعاً، فالتفويض الجائز: أن يفوض الإنسان حقيقة الشيء إلى الله جل وعلا ويؤمن بالشيء الذي يدركه ويعلمه ويعرفه.