قال:(وقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم رب السماوات السبع)) (اللهم) يقول العلماء: إن الميم عوض عن ياء النداء؛ ولهذا لا تجتمع ياء النداء مع هذه الكلمة (اللهم) ، وأما ما جاء في قول بعض العرب: إني إذا ما حدث ألما أقول يا اللهم يا اللهم فقالوا: هذا شاذ لا يقاس عليه.
والرب هو المالك المتصرف، الذي أوجد الأشياء، وقام على مصالحها مما يدل على وجوده، وسبق أن الربوبية تكون عامة وتكون خاصة، وهذا توسل عام بأنه رب السماوات السبع والأرض ورب العرش العظيم، وعطف الأرض على السماوات السبع بالإفراد، وقد جاء في بعض الأحاديث:(ورب الأراضين) ، والذي جاء في القرآن ذكر السماء بالجمع إلا إذا أريد شيء آخر، والأرض لم تأت في القرآن مجموعة إلا في آية لما عطفها على السماوات قال:{وَمِنْ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}[الطلاق:١٢] يعني أنهن سبع، وقد ثبت في صحيح البخاري وغيره: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من ظلم من الأرض قيد شبر طوقه من سبع أراضين) ، ويوجد أحاديث أخرى، وبهذا يثبت أن الأراضين سبع أيضاً مثل السماوات، أما كون السماوات سبع فهو ظاهر وجلي، وهي سبع طبقات، وقد تكاثرت النصوص في ذلك، فهي سماء فوق الأخرى، وسبق في الحديث: أن بين كل سماء وأخرى مسيرة خمسمائة عام أو ثلاثة وسبعون عاماً على حسب الروايات التي جاءت، وهذا الاختلاف في التقدير على اختلاف المسير، ولها كثافة، وثبت في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: أن السماء لها أبواب، وأنها تستفتح، وفي القرآن أخبر جل وعلا أن للسماء أبواباً، وأنها لا تفتح لأعمال الكفار، وبهذا ثبت أن السماء حقيقية، وأنها مادية، وأن لها أبواباً، وفيها سكن، وهي منفصلة بعضها عن بعض، وبين سماء وأخرى مسافة شاسعة جداً.