الأولياء لا يشهرون الكرامات عن أنفسهم ولا يطلبونها، وإنما تقع لهم عند الحاجة، بخلاف المشعوذين وأهل الدجل فإنهم يفعلون أموراً بحيل، يتحيلون على الناس، ويدلسون عليهم، ويشبهون عليهم، مثل إمساكهم الحيات، ودخولهم النار، وضربهم أنفسهم بالسلاح، ولا يمضي كل هذا إلا بحيل أو بمعاونة الشيطان؛ ولهذا لا يجوز أن يغتر بأفعالهم هذه، بل يجب أن تنظر حالتهم، ومعلوم أنه لا تشتبه حالة الرسل بحالة الكذبة الذين يدعون الرسالة ويدعون النبوة؛ لأن أفجر الناس وأكذب الناس لا يلتبس بأتقى الناس وأبر الناس، فمدعي الرسالة لا يشتبه بمدعي النبوة، لا كما يزعم المبطلون الذين يقولون: إن الفارق هو المعجزة، ليس كذلك؛ لأن الإنسان إذا قال: أنا نبي، فإما أن يكون أبر الناس وأصدقهم وأتقاهم لله، أو يكون أفجر الناس وأكذبهم وأبعدهم عن تقوى الله جل وعلا.