[الشروط بين المسلمين والكفار ينظر فيها إلى المصلحة]
السؤال
هل يجوز الاستدلال بصلح الحديبية على أنه من جاء من عند الكفار إلينا وهو مسلم أن نرجعه إليهم في هذا العصر؟
الجواب
على كل حال هذه الشروط التي شرطها الرسول صلى الله عليه وسلم لاشك أنها سنة، إلا الشيء الذي يثبت أنه خاص به صلوات الله وسلامه عليه، ولكن ينظر إلى المصلحة، والرسول صلى الله عليه وسلم عرف أن هذا لا يتم، ولهذا لما جاء أبو جندل يرسف في حديده، طالب به والده، فروجع فأبى، فنفذ الأمر، وهو شرط معتبر، ثم إن الذين جاءوا إليه صلى الله عليه وسلم وأرجعهم كونوا لأنفسهم عصابة حرب، وصاروا يحاربون قريشاً، ولا يتركون لها شيئاً يخرج إلا أخذوه، وفي النهاية طلبت قريش من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يؤويهم وأن يأخذهم ويفكهم منهم، فالرسول صلى الله عليه وسلم يعلم بالوحي الذي يوحيه الله إليه ما لا يعلم غيره، ولكن إذا قدر أن مثل هذه الشروط وقعت بين إمام المسلمين وبين الكفار فمرجعها النظر إلى المصلحة.