ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في وصف السبعين الذين يدخلون الجنة من غير حساب أنهم لا يرقون ولا يسترقون فكيف أجمع بين هذه الأحاديث وحديث الرقية؟
الجواب
تكرر الجواب عن هذا، وأن المقصود بقوله: لا يسترقون: الطلب، يعني: لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم، أما لفظ:(لا يرقون) فقد حكم الحفاظ أنها رواية غلط، لم يقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن كون الإنسان يرقي غيره فيه إحسان، فكيف يكون الإحسان سبباً لمنع السبق إلى الجنة، وإن كانت في صحيح مسلم فهي غلط، والصواب:(لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون) ، وأما كونهم يرقون فغير ثابت.
والسبب الذي جعل المسترقين غير داخلين في السبعين ألفاً كما يقول العلماء: لأنهم سألوا الرقية من غير الله، سألوها من الناس، وسؤال الناس فيه نوع افتقار إليهم، وذل القلب للمسئول، وفيه نوع من العبودية لغير الله، فهذا السبب هو الذي منعهم من السبق إلى الجنة.