قوله:(والمقسطين) المقسط: هو العادل، يعني: أنه يحب الذين يعدلون في أحكامهم وأقوالهم وما ولوا مما وكل إليهم، فهو يحب أن يقع منهم؛ لأنه أمرهم به.
قوله:(ولا يحب الكافرين) مع أن الإحسان والعدل لا يقع إلا بمشيئته وإرادته، ولا يقع إلا بخلقه فأحب وقوعه من العباد؛ لأنه أمر به، ويكره الكفر ويبغضه والمعاصي والمخالفات وهي لا تقع إلا بمشيئته، ولا تقع إلا بخلقه، ومع ذلك يكرهها ويبغضها وليس في هذا تعارض فهو لا يحب الكافرين (ولا يرضى عن القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء) والفحشاء: هي كل فعل يكون فاحشاً قبيحاً ويكرهه ويبغضه ذوو النفوس السليمة والعقول المستقيمة، سواء كان من الأقوال أو الأفعال.
قوله:(ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد) ، يعني: أن أمره جل وعلا يتفق مع محبته، فإذا أمر بشيء أحب وجوده، ولكن مشيئته وخلقه لا يلزم أن يكون راضياً بما شاء وجوده وما شاء خلقه، فقد يكون راضياً عنه وقد يكون كارهاً له ساخطاً عليه، وهذا مثل وجود إبليس وجنوده فإنه وجد بمشيئته وبخلقه وهو جل وعلا يكره وجوده، وكذلك مثل وجود الكفر من عباده ووجود المعاصي من العاصي، فإنه لا يوجد الكفر والمعاصي إلا بمشيئته وبخلقه وهو يكره وجوده ويبغضه.