التشبيه ينقسم إلى قسمين: تشبيه الخالق بالمخلوق، وهذا قليل كما قلنا، وهو باطل، والإمام أحمد يقول: ذلك مثل أن يقول القائل: إن يد الله كأيدينا، وسمع الله كأسماعنا، وبصره كأبصارنا، ووجهه كوجوهنا، تعالى الله وتقدس، فهذا التشبيه هو المنفي بقوله جل وعل:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى:١١] ، وقوله جل وعلا:{فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا}[البقرة:٢٢] ، وقوله:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}[مريم:٦٥] ، وقوله:{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}[الإخلاص:٤] ، وما أشبه ذلك من الآيات التي سبقت.
القسم الثاني: تشبيه المخلوق بالخالق، وهو كثير جداً في الناس، والتشبيه يكون ولو في حق من الحقوق، فمثلاً: المشركون مشبهة؛ حيث جعلوا أصنامهم آلهة فشبهوها بالله جل وعلا، وكذلك العابدون الذين يعبدون غير الله، أو يجعلون للمخلوق ما هو خالص حق الله ولو كان جزئياً، فإنهم يكونون مشبهة في ذلك، وهذا أقبح التشبيه وأخبثه، وصاحب هذا التشبيه إذا مات عليه فإن الجنة عليه حرام، كما قال الله جل وعلا:{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء:٤٨] ، وقال جل وعلا:{مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}[المائدة:٧٢] ، فهذا هو الشرك الأكبر الذي هو تشبيه المخلوق بالخالق تعالى وتقدس، وهذا جاء تفصيله في القرآن كثيراً، ولكن أصحاب المقالات والمتكلمون أعرضوا عن هذا فوقعوا فيه، كما سيأتي التنبيه على ذلك.