الناس في الشفاعة ثلاثة أقسام: القسم الأول: عمموها وجعلوها تقع بلا شروط.
وهؤلاء هم المشركون الذين زعموا أن أصنامهم تشفع لهم، وتبع هؤلاء المشركون في كل طبقة من طبقات الناس الذين يتعلقون بالمخلوقين، كالذين يدعون الأولياء أو الأنبياء أو غيرهم، ويزعمون أنهم إذا دعوهم شفعوا لهم ولو لم يأذن الله ولم يرض، وهذا القسم قد أبطله القرآن صراحة، وهو ضلال.
القسم الثاني من الناس: الذين آمنوا ببعض وردوا بعضاً، كما ذكرنا عن الخوارج والمعتزلة ونحوهم، فهؤلاء آمنوا ببعض الشفاعات وردوا بعضها الآخر، فالشفاعة الكبرى التي لا يدخل فيها أحد النار أو الجنة وإنما هي لأجل الجزاء والمحاسبة هذه أقروا بها، والشفاعة التي تكون لافتتاح الجنة لأهل الجنة لأنها ليس فيها لهم نجاة من نار ولا منع عقاب استحقوه وإنما دخولهم الجنة بأعمالهم أقروا بها، أما الذي يدخل الجنة فلا مانع بأن يشفع له فيرتفع في الدرجات، هذه الأمور أقروا بها، أما الشفاعة فيمن يستحق النار ألا يدخلها أو فيمن دخلها أن يخرج منها فهذه أنكروها، وبذلك ضلوا.
القسم الثالث: الذين اتبعوا النصوص، وهم أهل الحق، أهل السنة الذين اتبعوا النصوص وقالوا بمقتضاها، وهذا هو الذي أُريد ذكره وتقريره هنا في هذه العقيدة المختصرة.