للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنى قوله: (ورافعك إليّ)

الرفع باتفاق أهل اللغة الذهاب إلى العلو، كما في قوله تعالى: ((إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ)) ، والضمير لله جل وعلا، فهذا نص لا يحتمل التأويل، يدل على أن الله فوق.

وقوله تعالى: {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء:١٥٨] هذا أيضاً في عيسى، وهو رد لما تقوله اليهود والنصارى، فاليهود يزعمون أنهم قتلوه، وقد كذبهم الله جل وعلا في ذلك، فقال: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء:١٥٧-١٥٨] ، وذلك أنه شبه لهم، فعندما أرادوا قتله، كان في بيت، وأحاطوا به، فمكر الله جل وعلا بهم وهو خير الماكرين، فألقى شبهه على رجل منهم فأخذوه وقتلوه، وقد رفع إلى السماء، فهو حي في السماء، وبعض العلماء يقول: إنه توفي نوع وفاة، ولكن هذه الوفاة قريبة من النوم، ولم يتوف الوفاة التي يكون فيها خروج الروح، وهذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية، فهو حي وسينزل، فحياته متصلة من ذلك الوقت إلى الآن، وإلى أن يموت بعد أن ينزل.

وأما النصارى فهم يقولون: إنه ابن الله أو إنه هو الله، وهذا معنى قولهم: إن اللاهوت دخل في الناسوت، يعنون أن الإله دخل في الإنسان، تعالى الله وتقدس، وهذا من الحلول الباطل.

<<  <  ج: ص:  >  >>