للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تفرد الله بالإلهية وتنزهه عن الولد]

وقوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ} [المؤمنون:٩١] ، ما: نافية، وفي هذه الآية رد على المشركين والكفرة الذين لم يقدروا الله حق قدره، ولم يعرفوا حقه، فضلاً عن أن يعرفوا قدره في ذاته وفي صفاته.

{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ} [المؤمنون:٩١] ، لكمال غناه وكمال عزه ولصمديته؛ لأنه صمد، وهو الغني بذاته عن كل ما سواه، وهو الذي تصمد إليه الخلائق كلها، أي: تفتقر إليه، وهو قائم بنفسه.

فلذلك قال: ((مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ)) ؛ لأنه إنما يتخذ الولد الفقير الذي يفنى، والذي يحتاج إلى من يساعده، فالولد يعاون والده، ويساعده ويرثه، والله تعالى وتقدس غني كامل الغنى، كامل الملك، صمد لا يحتاج إلى شيء، مستغنٍ بذاته عن كل ما سواه.

قوله: {وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ} [المؤمنون:٩١] ، يدل على أن جعل آلهة مع الله كذب وزور، ولهذا يقول جل وعلا في آيات عدة: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا} [النجم:٢٣] ، أي إنما هي مجرد أسماء وضعتموها على مسميات لا حقيقة لها من هذه التسمية.

والإله: هو المألوه الذي تألهه القلوب وتحبه، وتنيب إليه خوفاً من عقابه ورجاءً لثوابه، ومن مقتضى كون الإله إلهاً أن يكون مالكاً متصرفاً، يملك نفع من يتألهه ويملك ضره.

والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>