وبعد ذلك يكون القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار وقد ثبت أنه بعد السؤال إذا ثبت الإنسان وأجاب الجواب الصحيح يفسح له في قبره مد البصر، وأنه يفتح له باب إلى الجنة ويقال له: انظر إلى منزلك الذي أعده الله لك.
فيأتيه من روحها ونعيمها وهو في قبره، عند ذلك يقول: يا رب! أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومنزلي.
وإذا كان منافقاً أو فاجراً فإنه يضيق عليه قبره ويلتهب عليه ناراً، ويفتح له باب إلى النار ويقال له: انظر إلى مكانك ومنزلك الذي أعد الله لك.
عند ذلك يقول: رب! لا تقم الساعة.
لأنه يعرف أن ما بعد هذا الوقت أشد منه، وأن النار هي العذاب الشديد، نسأل الله العافية.
ثم التثبيت في هذا السؤال يكون حسب ما كان عليه الإنسان في الدنيا، فإذا كان ثابتاً في الدنيا على العقيدة ليس عنده شك ولا ارتياب فإنه يثبت في القبر؛ لأن الإنسان يموت على ما عاش عليه، ويبقى في قبره على ما كان عليه في الدنيا، وكذلك يبعث على ذلك.
أما إذا كان عنده شك وتردد أو ريب فهذا الذي يتلعثم ولا يستطيع أن يجيب؛ لأن القبر من منازل الآخرة، فهو محل الجزع، فلا يستطيع الإنسان أن يحدث شيئاً يقوله يمكن أن ينفعه، وإنما يكون على حالته التي خرج بها من الدنيا، فإن كان ثابتاً موقناً مؤمناً فإنه يثبت بإذن الله وفضله عند السؤال، وإن كان بخلاف ذلك فإنه لا يثبت.