أهلها؛ لقوله:{وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} فمن بصره بعباده أن جعل هؤلاء متقين والآخرين عصاة، وهؤلاء ثوابهم الجنة، وأولئك ثوابهم النار.
١٧ - أن كل الخلق عباد لله، المتقي منهم وغير المتقي؛ لقوله:{وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}، بعد قوله:{لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ}.
١٨ - التحذير من مخالفة أمره؛ لأنه متى علم الإنسان أن الله بصير به، فسوف يردع نفسه عن مخالفة ربه؛ لأنه إذا خالف ربه فالله بصير به، وسوف يجازيه بحسب مخالفته.
هذا بيان للذين اتقوا ربهم، لا للعباد؛ لأن العباد كلَّهم لا يتصفون بهذه الصفات، لكن المتقين منهم هم الذين يتصفون بهذه الصفات.
وقوله:{يَقُولُونَ} يريد بذلك القول باللسان والاعتقاد بالجنان؛ لأن الله تعالى إذا أطلق القول بالإيمان ولم يتعقبه، كان المراد به القول باللسان، والعقد بالجنان. ودليل ذلك قوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}[البقرة: ٨]. لما كان المراد بهذا القول، القول باللسان فقط، قال:{وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}. أما إذا أطلق الله قول اللسان