١ - فضيلة هؤلاء الذين استجابوا لله والرسول لما أصابهم من الثواب.
٢ - ومنها أن الإنسان إذا عمل العمل وسعى فيه ولم يكمله كتب له أجر كامل، ولهذا شواهد منها قوله تعالى:{وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}[النساء: ١٠٠]، ومنها قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا"(١)، فالإنسان إذا سعى في العمل ولكنه لم يدركه فإنه يكتب له أجره كاملًا، حتى طالب العلم لو مات قبل أن يدرك ما يريد من العلم فإنه يكتب له ما نوى؛ لأنه شرع فيه وعمل ما يقدر عليه فينال الأجر.
٣ - إثبات الرضا لله؛ لقوله:{رِضْوَانِ اللَّهِ} والرضا: صفة من صفات الله الحقيقية، وهي من الصفات الفعلية لماذا؟ لأن القاعدة عند السلف أن كل ما يتعلق بمشيئة الله من الصفات فهو صفة فعلية، والرضا يتعلق بمشيئة الله، كل صفة متعلقة بسبب فإنها بلا شك تتعلق بالمشيئة، فرضوان الله معلق بفعل ما يرضيه، وعلى هذا فتكون هذه الصفة متعلقة بمشيئته.
أما أهل التعطيل فإنهم يفسرون رضا الله بالثواب؛ لأن الثواب شيء منفصل بائن عن الله، وليس من صفاته مخلوق مفعول، أو يفسرونه بإرادة الثواب؛ لأنهم يثبتون الإرادة، أما الرضا نفسه فإنهم لا يثبتونه، ولا شك أن هذا التفسير للرضا بإرادة الثواب
(١) رواه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة، رقم (٢٩٩٦).