للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• ثم قال تعالى: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [آل عمران: ١٦٢].

الهمزة هنا للاستفهام ويليها حرف عطف، وقد ذكرنا فيما سبق أنه إذا جاءت همزة الاستفهام وبعدها حرف عطف فإن لعلماء النحو في ذلك رأيين:

الرأي الأول: أن الهمزة داخلة على جملة مقدرة تناسب المقام، والفاء عاطفة على تلك الجملة.

الرأي الثاني: أن الهمزة داخلة على الجملة الموجودة ولم يحذف شيء، ولكنها مقدمة عن موضعها؛ لأن لها الصدارة، وأن الفاء في مثل قوله: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ} محلها في الأصل قبل الهمزة، والتعديل "فأمن اتبع" ولكن لما كان الاستفهام له الصدارة قُدِّمت على حرف العطف، وهذا الرأي أسهل، ووجه سهولته أنه لا يحتاج إلى تكلف تقدير المحذوف؛ لأنه أحيانًا يصعب عليك أن تقدِّر المحذوف، وربما تقدِّر محذوفًا ويُقدِّر غيرك غيره. إذن نعتمد أن الهمزة للاستفهام، وأن الفاء عاطفة على ما قبلها.

{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ}:

(مَن) هنا اسم استفهام أو اسم موصول، التقدير (أفالذي اتَّبع). إذن هي اسم موصول لئلا نجعل أداة الاستفهام داخلة على اسم استفهام أو على جملة استفهامية.

{أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ} أي يتبع ما يُرضي الله عزّ وجل، فكل ما يُرضي الله يقوم به.

{كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ}: أي: كالذي باء أي رجع بسخطٍ من الله، والسخط ضد الرضوان، فمن هو الذي يتعرَّض للرضوان؟ ومن هو الذي يتعرض للسخط؟

<<  <  ج: ص:  >  >>