للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقولون: إن الجار والمجرور بنفسه ليس جملة؛ لأنه يحتاج إلى عامل فكيف يكون جملة؟ .

قالوا: لأنه متضمن لشيء محذوف، ولهذا نقول في الإعراب: جار ومجرور متعلق بمحذوف، قَدِّر المحذوف في الاسم الموصول فعلًا، وقَدِّره في خبر المبتدأ اسمًا، فإذا قلت: "يعجبني الذي عندك" فالتقدير: الذي استقرَّ عندك، وإذا قلت: "زيدٌ عندك" التقدير: زيد مستقر عندك؛ لأن الأصل في خبر المبتدأ أن يكون مفردًا غير جملة، والأصل في صلة الموصول أن تكون جملة، فنقدِّرها فعلًا في صلة الموصول، ونقدِّرها اسمًا في خبر المبتدأ، هذه هي القاعدة.

وقوله: {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}:

هذه الآية مفيدة للحصر بتقديم الجار والمجرور على المتعلق وهي "تُرجع".

وقوله: {تُرْجَعُ الْأُمُورُ} يَعمّ كل أمر، والأمور هنا جمع أمر بمعنى الشأن؛ لأن كلمة أمر يراد بها الشأن كما قال تعالى: {وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ} [هود: ٩٧] أي: ما شأنه، ويراد بالأمر الخطاب الموجه على وجه طلب الفعل على وجه الاستعلاء، وجمع أمر الأول أمور، وجمع أمر الثاني أوامر، وعلى هذا تكون الأمور جمع أمر، وهي الشؤون، كل الشؤون تعود إلى الله تعالى وترجع إليه؛ لأنه الخالق الذي ابتدأها فيجب أن ترجع إليه.

[من فوائد الآيات الكريمة]

من فوائد قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}:

<<  <  ج: ص:  >  >>