للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ} هذا محل الميثاق يعني إذا جاءكم هذا الرسول المصدق لما معكم فإن ميثاقي عليكم لتؤمنن به ولتنصرنه (تؤمنن به) أي تؤمنن بأنه حق (وتنصرنه) أي تعينونه على نشر رسالته، وعلى قتال أعدائه؛ لأن النصر هنا يشمل النصر بالعلم وبالسلاح.

{قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا}:

لما أخبر أنه أخذ عليهم العهد والميثاق قررهم في هذا: {قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا}.

وقوله: {أَأَقْرَرْتُمْ} أي اعترفتم والتزمتم بذلك.

وقوله: {وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي} أي أخذتم العهد الثقيل؛ لأن الإصر الذي جمعه آصار بمعنى الأشياء الثقيلة. فإصري أي العهد الثقيل.

{قَالُوا أَقْرَرْنَا} فيها قراءة (آقررتم) بمد الألف الأولى.

{قَالُوا أَقْرَرْنَا} أي اعترفنا والتزمنا بأن نؤمن به وننصره.

{قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}: اشهدوا يعني ليشهد بعضكم على بعض، ولتشهدوا كلكم على الميثاق الذي بيني وبينكم وأنا معكم من الشاهدين، وكفى بالله شهيدًا، فاستشهدهم على أنفسهم، وشهد عليهم عزّ وجل بما حصل.

* * *

• ثم قال الله تعالى: {فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (٨٢) أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: ٨٢ - ٨٣].

{فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}:

أي بعدما ذكر من هذا البيان والإيضاح، وأن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قد

<<  <  ج: ص:  >  >>