للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأن الله يُحِب وأنه يُحَب ولكن من الناس من أنكر محبة الله ليس إنكار تكذيب بل إنكار تأويل، فقال: المراد بالمحبة الإرادة أو الثواب، فمعنى يحبهم أي يريد أن يثيبهم أو يثيبهم، وهؤلاء هم الأشاعرة، ومن كان أشد منهم في التعطيل، وقد مرَّ علينا مثل هذا كثيرًا وبيَّنا بطلان مذهبهم، وأن ما ذهبوا إليه يعتبر تحريفًا لكتاب الله وليس تأويلًا له.

١١ - التحذير من الظلم؛ لقوله: {لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} وكل إنسان يهرب من كل فعل يؤدي إلى عدم محبة الله له.

والظلم أقسام: إما في حق الله وإما في حق الآدمي. والظلم في حق الآدمي إما في المال، وإما في النفس، وإما في العرض، وكل ظلم فإن الله لا يحبه.

١٢ - أن محبة الله قد تتبعض بمعنى أنه يحب هذا أقوى من هذا، ويكره هذا أقوى من هذا، وجهه: أن الحكم إذا عُلق بوصف فإنه يزداد بزيادته ويقوى بقوته، وينقص بنقصه ويضعف بضعفه، فإذا كان انتفاء المحبة من أجل الظلم؛ فكلما كان الإنسان أظلم كان أبعد عن محبة الله عزّ وجل.

* * *

• ثم ذكر الله فائدة أخرى فقال: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: ١٤١]:

(يمحص) بمعنى ينقِّي، وهل المراد تنقيتهم من غيرهم؛ بحيث يتبيَّن المؤمن النقي الصافي الإيمان، أو تنقيتهم من الذنوب بما أصابهم من القرح أو الأمران جميعًا؟

الجواب: الأمران جميعًا؛ لأنَّ لدينا قاعدة سبقت وهي: أن

<<  <  ج: ص:  >  >>