للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذه إحدى الطرق التي يعلم بها معنى الكلمات في القرآن الكريم، أن يعلم معنى الكلمة بذكر مقابلها كقوله تعالى: {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} [النساء: ٧١] ثباتٍ يعني وحدانًا متفرقين.

{لَعَلَّهُمْ} الضمير يعود على المؤمنين.

{يَرْجِعُونَ} أي: يرجعون عن دينهم؛ لأنكم أنتم أهل كتاب، فإذا آمنتم أول النهار ثم رجعتم قال الناس: لولا أنهم علموا أن هذا دين باطل لم يرجعوا.

أرأيتم كيف المكر، ادخلوا معهم في أول النهار وصلوا كما يصلون، واحضروا مجالس الذكر وإن وجد بكاء فابكوا، كونوا معهم تمامًا، فإذا كان في آخر النهار اكفروا، قولوا: كفرنا بهذا الدين؛ لأن الناس إذا فعلتم هكذا قالوا لولا أن هذا الدين باطل ما كفر به هؤلاء بعد إيمانهم؛ لأن الإنسان إذا آمن بدين وكان الدين حقًّا ثبت عليه ولم يرجع .. والدليل على هذا أن هرقل سأل أبا سفيان حينما لاقاه في الشام عن أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام: هل يرجع أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه؟ .

قال: لا، لا يرجع أحد .. قال: وَكَذَلِكَ الإيمانُ إذا خَالَطَ بَشَاشَةَ القُلوبِ ... أو كلمة نحوها (١).

• قال تعالى: {وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٧٣)} [آل عمران: ٧٣].


(١) رواه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ}، رقم (٤٥٥٣). ورواه مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل، رقم (١٧٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>