للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما شرعه على الصورة المطابقة للحكمة كالصلاة والزكاة والصيام والحج، ثم الغرض منها -وهو إصلاح القلوب وإصلاح الأعمال وإصلاح الفرد وإصلاح المجتمع- أيضًا موافق للحكمة.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - بيان قدرة الله عزّ وجل حيث يصور المخلوقات في الأرحام.

٢ - أن صور المخلوقات يكون تصويرها بأمر الله وإذنه كيف يشاء، هذا أبيض وهذا أسود، وهذا جميل وهذا قبيح، وهذا طويل وهذا قصير، وهذا غليظ وهذا دقيق وهكذا، بل ويشمل أن هذا ذكر وهذا أنثى؛ لأن صورة الذكر تختلف عن صورة الأنثى.

٣ - بيان رحمة الله عزّ وجل حيث يتولى شؤون الجنين ويصوره، لا يخرج غير مصور. لو شاء الله لخرج الجنين غير مصور ثم يصور شيئًا فشيئًا، كما ينمو عقله، ولكن من حكمة الله ورحمته أنه لا يخرج إلا على الصورة التي أرادها الله عزّ وجل.

فإذا قال قائل: {كَيْفَ يَشَاءُ} يستفاد منها أن هذا التصوير لا يرجع إلى فعل العبد وإنما يرجع لمشيئة الله عزّ وجل وهو كذلك، ولكن هذا لا ينافي أن تكون الصورة قريبة من صورة الأب أو من صورة الأم أو الجد أو الجدة، يعني أن يكون هذا الجنين قد نزعه عرق من آبائه وأمهاته وأقاربه، هذا لا يمنع، لأن الله عزّ وجل قد جعل لكل شيء سببًا، ويدل لهذا قصة الرجل الذي جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن امرأتي ولدت غلامًا أسود -وكان الرجل وزوجته أبيضين- كأنه يعرِّض بزوجته

<<  <  ج: ص:  >  >>