للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥ - أنه يجب على الإنسان أن يتبع الحق أينما كان سواء كان من الرسول الذي أرسل إليه مباشرة أو من الرسل السابقين.

٦ - انتفاء الشرك عن إبراهيم انتفاءً كاملًا، لقوله: {حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ويؤخذ من هذا ذم الشرك والنهي عن اتباعه؛ لأن الأمر بالشيء نهي عن ضده، فإذا أمرنا بالإخلاص فهذا يستلزم أننا منهيون عن الإشراك.

* * *

• ثم قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (٩٦) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: ٩٦ - ٩٧].

{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ}:

أي: وضع لعبادة الناس، وليس أول بيت وضع في الأرض، يعني مما يبنى، ولكنه أول بيت وضع للناس للعبادة والتعبد.

{لَلَّذِي بِبَكَّةَ}:

وهو الكعبة، زاده الله تعالى تشريفًا وتعظيمًا (وبكة) اسم من أسماء مكة، وسميت بذلك قالوا: لأنها تَبُكُّ أعناق الجبابرة أي تقطعها. وقيل: لأنه لا يوصل إليها إلا بمشقة وتعب. وقيل غير ذلك. والمهم أن المراد ببكة مكة. وقد ذكرها الله تعالى في هذه السورة بهذا الاسم، وذكرها في سورة الفتح باسم مكة في قوله: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} [الفتح: ٢٤] فمكة إذن لها اسمان مذكوران في القرآن، وأما القرية فهي اسم

<<  <  ج: ص:  >  >>