للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العذاب وليسوا ناجين أكَّد هذا بقوله: {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} أليم بمعنى مؤلم، فهي فعيل بمعنى مُفعل، وفعيل بمعنى مُفعِل تأتي في اللغة العربية كثيرًا، ومنه قول الشاعر:

أمن ريحانة الداعي السميع ... يؤرقني وأصحابي هجوع

بمعنى: المُسْمِع! !

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - تحذير من يفرح بما أتى فرح منةٍ أو فرحَ غدرٍ وخيانةٍ كالمنافقين.

٢ - التحذير من محبة الإنسان أن يُحمد بما لم يفعل، وهذا يقع كثيرًا، أحيانًا يصرح الإنسان بأنه عمل عملًا وهو كاذب، وأحيانًا يورّي فيظن السامع أنه فاعل وهو لم يفعل، أما الأول كأن يقول مثلًا: صليت البارحة آخر الليل ودعوت الله وهو كاذب، لكن من أجل أن يُحمد على ذلك، أو يقول: رأيت فقيرًا فتصدقت عليه، أو يقول: طبعت كتابًا، أو أنقذت غريقًا، أو ما أشبه ذلك وهو كاذب، هذا قسم صرّح بما لم يفعل، وأحيانًا يورّي فيتظاهر أمام الناس أنه فعل وهو لم يفعل، فالذي يسمع كلامه يقول: هذا هو الفاعل وهو لم يفعل. وكلاهما مذموم، أما من أحب أن يُحمد بما لم يفعل ولكنه لم يتظاهر أمام الناس بالشيء ليُحمد عليه فهذا لا يضر؛ لأن كل واحد يحب أن يحمد وإن لم يفعل، ولكن إذا حُمد على فعل وهو متظاهر للناس بأنه فعل فهذا مذموم.

٣ - أن من كان على هذا الحال فلن ينجو من العذاب؛ لقوله: {فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>