للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إثم عليه، لكن يجب أن يتدارك هذا الواجب ما دام في وقته، مثال ذلك: رجل جاءنا وقال: إنه صلى صلاة الظهر، ولكنه لم يقرأ الفاتحة، لم يعلم أن الفاتحة واجبة، نقول: لا إثم عليك، مع أنك لو تركت الفاتحة وأنت تعلم أنها واجبة لأثمت بلا شك؛ لأن هذا من اتخاذ آيات الله هزوًا، لكن يجب عليه أن يعيد الصلاة؛ لأن ذمته الآن مشغولة بهذه الصلاة .. فلابد أن يُعيدها. أما الصلوات الماضية، فانه لا يجب عليه إعادتها، ولو كان قد ترك الفاتحة فيها، لأنه جاهل، ودليل ذلك حديث المسيء في صلاته، حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ" (١) ولم يأمره بإعادة أو بقضاء ما سبق من الصلوات.

* * *

• قال تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [آل عمران: ٩٥].

ثم قال الله تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ}.

{قُلْ} الخطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم -، ويحتمل أن يكون الخطاب لكل من يصح توجه الخطاب إليه، أي للرسول - صلى الله عليه وسلم - ولغيره. فعلى القول الثاني: لا إشكال فيه، إذا قلنا: إن كل واحد من الناس يجب عليه أن يصدق الله، فيقول: صدق الله. وعلى القول الأول يكون الخطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم - مرادًا به الخطاب مباشرة للرسول وللأمة بالتبع؛ لأن الخطاب الموجه لإمام القوم خطاب للجميع،


(١) رواه البخاري، كتاب الأيمان والنذور، باب إذا حنث ناسيًا في اليمين، رقم (٦٦٦٧). ورواه مسلم، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، رقم (٣٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>