للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالوا: لو أنك رميت زجاجة بحجر فانكسرت الزجاجة فلا تقل: إن الحجر كسر الزجاجة لأنك لو قلت هذا صرت مشركًا بالله، بل قل: حصل الكسر عندها لا بها! ! سبحان الله! عندها، لو تضع حجرًا من أكبر الأحجار عند زجاجة لم يكسرها إلا بالصدمة، إذن فالسبب معلوم، ليس فيه إشراك، وإنما المشرك هو الذي يقول: إن الأسباب تؤثر بطبيعتها أي بمقتضى طبيعتها ويقطع صلتها بالله، هذا لا شك أنه مشرك، ولكن الذي يقول: إنها تؤثر بما أودع الله تعالى بها من القوى هو الموافق للمعقول والمنقول.

ويمكن أن يؤخذ من هذه الآية أن الجزاء من جنس العمل؛ لقوله: {فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} أي: بسبب كفركم؛ لأن المسبب يتقدر بقدر السبب.

٧ - أن من فيه خصلة من خصال الكفر فله من عذاب الكافرين بقدرها؛ لأن لدينا قاعدة وهي أن الحكم المعلق بوصف يقوى ويضعف بحسب ذلك الوصف، إن وُجِدَ فيه جملة كبيرة من الوصف استحق من الحكم الذي رتِّب عليه بقدر هذه الجملة الكبيرة وإلا فبحسبها.

* * *

• ثم قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١٠٧) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (١٠٨) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [آل عمران: ١٠٧ - ١٠٩].

قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}:

<<  <  ج: ص:  >  >>