للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قادر عليه، كما جاء في الحديث القدسي: "إني على ما أشاء قادر" (١).

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - وجوب إبلاغ الناس بعلم الله تعالى بما في صدورهم؛ لقوله: {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ}.

٢ - عموم علم الله عزّ وجل بما أخفاه الإنسان وما أبداه.

٣ - أن العقل في القلب، والتدبير في القلب، والإرادة في القلب؛ لأنه قال: {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ}. وهذه المسألة اختلف فيها أهل الكلام. هل العقل في القلب أو في الدماغ؟ ولكن من تأمل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وجد أن العقل في القلب.

قال الله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: ٤٦] , وهذه الآية نصٌّ صريح على أن العقل في القلب، ونصٌّ صريح على أنه ليس المراد بالعقل القوة المعنوية التي في المخ، وإنما المراد بالقلب القلب الحقيقي، قطعة اللحم التي في الصدر؛ ولهذا قال: {الَّتِي فِي الصُّدُورِ} والخالق أعلم بما خلق. ولكن الدماغ لا شك أن له تأثيرًا؛ لأن الدماغ يتصور الشيء ويرتبه ويجهزه، ثم يرسله إلى القلب، وينتظر الأوامر، ثم يصدر القلب الأوامر إلى المخ، والمح يوجه الأوامر إلى الجوارح. ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: "ألا وإن في


(١) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان, باب آخر أهل النار خروجًا، رقم (١٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>