للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لابد أن تعتقد في قلبك أن النعمة من الله تعالى، وأن ما يحصل منك في جلب هذه النعمة إنما هو سبب مأذون فيه من الله عزّ وجل.

وأما شكر اللسان: فهو أن تثني بها على الله لا أن تقولها فخرًا على عباد الله، بل تثني فتقول: الحمد لله الذي أعطاني كذا وكذا؛ لقول الله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: ١١].

وأما شكر الجوارح: فهو أن تعمل بجوارحك بطاعة الله ولاسيما فيما يتعلق بهذه النعمة بخصوصها، فليس من الشكر إذا رزقك الله مالًا أن تشتري به محرَّمًا من المحرمات؛ لأن هذا استعانة بنعمة الله على معصية الله، وليس من الشكر، بل الشكر أن تجعل النعمة معينة لك على طاعة الله عزّ وجل، وقد قال أحد الشعراء:

أفادتكم النعماء مني ثلاثة ... يدي ولساني والضمير المحجبا

يدي: الجوارح، ولساني: القول بالثناء على الله بالنعمة، والضمير المحجبا: الاعتقاد.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - امتنان الله سبحانه وتعالى على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بنصرهم في بدر، والنصر لهم نصر للأمة إلى يوم القيامة.

٢ - أن الإنسان بغير نصر الله لا يستطيع أن ينتصر؛ لأنه إذا كان جند الله الذين هم أعظم جند كان على وجه الأرض وهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه لم ينتصروا بأنفسهم وإنما انتصروا بنصر الله؛ فمن سواهم من باب أولى، ويتفرع على هذه الفائدة: أننا لا نعلق النصر إلا بالله سبحانه وتعالى، لا نعلق النصر بقوتنا

<<  <  ج: ص:  >  >>