للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}:

"قنا" مأخوذ من الوقاية. أي: قنا عذاب النار بما تشاء؛ إما بعدم إدخالنا فيها، يعني: أن لا ندخلها أصلًا، أو بإخراجنا منها بالشفاعة؛ لأن المؤمن الفاسق يستحق دخول النار على فسقه ثم بعد ذلك يخرج منها، وقد يعفو الله عنه؛ لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: ٤٨].

[من فوائد الآيتين الكريمتين]

١ - الحث على التأمل في خلق السموات والأرض؛ لأن الله ذكر أن فيهما آيات. والآيات هي: العلامات، وكلما ازدادت الآيات وضوحًا ازداد الإيمان قوة.

٢ - النظر إلى خلق السموات والأرض على الوجه التي ذُكرَ في التفسير، من حيث ذواتهما ومنافعهما وما فيهما من الخير والمصالح حتى لا يذهب ذاهب إلى أنها خلقت عبثًا.

٣ - الإشارة إلى اختلاف الليل والنهار من رخاء إلى شدة وبالعكس، ومن حرب إلى سلم، ومن عزٍّ إلى ذلٍّ، ومن فقر إلى غنى وبالعكس في هذه الأمور.

٤ - الثناء على أصحاب العقول؛ لأن الله جعل هذا الاختلاف لذوي العقول. أما من لا عقل له فإنه لا ينتفع بهذه الآيات، ولا يعتبر بها وتمرُّ عليه وكأنها مظاهر طبيعية لا علاقة لفعل الله تعالى بها، وهذا -والعياذ بالله- من الطمس على القلوب وعمي الأبصار؛ لأن هذا الكون على هذا النظام البديع لا يمكن أبدًا أن يقع إلا من رب حكيم عزّ وجل، ولا يمكن أن يقع من فاعل على وجه السفه أبدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>