للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ} [هود: ٧٠]، والآيات في هذا كثيرة، فالخوف الطبيعي من طبيعة الإنسان ولا يلام عليه العبد إلا إذا تضمن ترك واجب أو فعل محرم.

الثالث: خوف الجبناء، وهذا هو السيئ فالجبان يخاف من كل شيء حتى لو حركت الريح سَعْفَةً لقال: هذا صوت مدافع لأنه جبان، ولهذا لا يأتيه النوم كما قال الله تعالى فيما سبق: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} [آل عمران: ١٥٤]، هذا القسم الثالث يجب على المؤمن أن يطارده ما أمكن؛ لأن المؤمن ليس بجبان، المؤمن قوي، ومن أكبر أسباب دفعه أن يذكر الإنسان ربه عزّ وجل، فإنه بذكر الله تطمئن القلوب، وتزول الكروب، وينشرح صدر المرء، ويزول عنه الخوف والرعب والذعر. فهذه أقسام الخوف: خوف عبادة، وخوف طبيعة، وخوف جبن.

٦ - أن الخوف من الله هو من مقتضيات الإيمان ومستلزماته؛ لقوله: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

* * *

• ثم قال تعالى: {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: ١٧٦].

في قوله: {يَحْزُنْكَ} قراءتان: القراءة الأولى (يَحْزنُك) من الثلاثي (حَزَنَ) والقراءة الثانية (يُحزِنك) من الرباعي (أحزنه).

{وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} أي: يدخلون فيه بسرعة. وذلك أنه من المعلوم أن المسارعة تتعدى بـ"إلى" كما في قوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [آل عمران:

<<  <  ج: ص:  >  >>