للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} هنا قال: إنه أليم، وهناك قال: إنه عظيم، فيجتمع في عذابهم -والعياذ بالله- العظيم والأليم، وأليم هنا بمعنى مؤلم، وليس بمعنى شديد، فهو بمعنى اسم الفاعل من الرباعي آلمه يؤلمه إيلامًا فهو مؤلم، وهل يأتي فَعِيل بمعنى مُفْعِل؟ الجواب: نعم، مثاله:

أمن الريحانة الداعي السميع ... يؤرقني وأصحابي هجوع

(الداعي السميع) يعني المسمع.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - بيان شدة رغبة الكفار في الكفر؛ لأنهم اشتروا الكفر اشتراء، والمشتري طالب للسلعة، فهم يأخذون الكفر عن رغبة.

٢ - بيان خسران هؤلاء حيث أخذوا الكفر بدلًا عن الإيمان، وهذه أَخْسَرُ صفقة على وجه الأرض أن يأخذ الإنسان الكفر بالإيمان طائعًا طيبة به نفسه والعياذ بالله.

٣ - بيان كمال الله عزّ وجل، وأنه لا تضره معصية العاصي ولا تنفعه طاعة الطائعين، لقوله: {لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا}.

٤ - كمال سلطان الله حيث إن هؤلاء الذين اختاروا الكفر على الإيمان لن يضروا الله شيئًا، مع أن المعروف أن الملك كلما قلّت جنوده ضعفت قوته إلا الله عزّ وجل فإنه لا يضره شيء.

٥ - عذاب هؤلاء الذين اختاروا الكفر على الإيمان عذاب مؤلم، ولذلك قال تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} فينادون توبيخًا {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} [فاطر: ٣٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>