وأصله "كهنام" لكن عرِّب إلى جهنم، وهو اسم من أسماء النار فهو غير مشتق، وأيًّا كان فهو اسم من أسماء النار.
{وَبِئْسَ الْمِهَادُ}"بئس" فعل من أفعال الذم له فاعل وله مخصوص، فالفاعل هو "المهاد" والمخصوص محذوف والتقدير: وبئس المهاد هي، وإنما احتاج النحويون إلى هذا التقدير لأن المهاد غير النار، والذم للنار، فكان لابد من ذكر مخصوص بالذم غير فاعل الفعل، والمخصوص بالذم هو الضمير المحذوف، أي: وبئس المهاد هي، هذا ما قدره النحاة. و"المهاد" ما يكون مهدًا للإنسان، أي: مقرًا له، ومنه قوله تعالى:{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا}[النبأ: ٦]"مهادًا" أي مقرًا تستقرون فيه.
[من فوائد الآيتين الكريمتين]
١ - نهي الإنسان أن يغتر بما أُوتي الكفار من النعم والرفاهية؛ لقوله:{لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ}.
٢ - أن ما يعطيه الله العبد من الرخاء وسعة الرزق والانطلاق في الأرض يمينًا وشمالًا ليس دليلًا على رضاه عن العبد، وإنما المقياس لرضا الله عن العبد هو اتباع العبد لشرع الله.
٣ - أن الله عزّ وجل قد يستدرج المرء بإغداق النعم عليه فتنة له، كما قال تعالى:{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}[الأنبياء: ٣٥]، ووجه ذلك أن الله مكَّن هؤلاء الكفار من التقلب في البلاد كما يشاؤون فتنة لهم، ليستمروا على ما هم عليه فيكون ذلك شرًا -والعياذ بالله- كما قال تعالى:{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}[آل عمران: ١٧٨].