للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: إني آمركم. وعلى كل تقدير فالصفة هنا من باب الصفات السلبية، لأنها صفة نفي، ولا يوجد في صفات الله صفة سلبية محضة، والنفي الموجود في صفات الله متضمن لثبوت كمال ضده، وأنه لكمال ضده لا يوجد هذا الشيء، فهنا {لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} لأنَّ إخلاف الميعاد إما أن يكون لكذب الواعد أو لعجزه، والله لا يخلف الميعاد لكمال صدقه، وكمال قدرته عزّ وَجَلَّ.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن يوم القيامة آت لا ريب فيه؛ لقوله: {لَا رَيْبَ فِيهِ}.

٢ - تمام قدرة الله سبحانه وتعالى بجمع الناس كلهم في هذا اليوم، ومع هذا فإن هذا الجمع لا يحتاج إلى مدة {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} [النازعات: ١٣ - ١٤].

٣ - حكمة الله في جمع الناس لهذا اليوم، لأن هذا الجمع له ما بعده، وهو جزاء كل عامل بما عمل، إن خيرًا فخير، وإن شرا فشر، قال تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [التغابن: ٩ - ١٠].

٤ - أنَّه يجب علينا أن نؤمن إيمانًا لا شك فيه بهذا اليوم، فإن شكَّ أحدٌ، أو أنكر، فليس بمؤمن بل هو كافر، والناس في هذا المقام أربعة أقسام: مؤمن إيمانًا لا ريب فيه، وشاك، وكافر منكر، وكافر مجادل، كما هي حال كفار قريش.

<<  <  ج: ص:  >  >>