للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لابسو الحق بالباطل. فهم يعلمون الأمرين: يعلمون الحق الصريح، ويعلمون أنهم قد خلطوا الحق بالباطل. ولاسيما اليهود؛ لأن اليهود عصوا الله وهم يعلمون أنهم عصوه، عصوا الله على بصيرة.

[من فوائد الآيتين الكريمتين]

١ - توبيخ أهل الكتاب على كفرهم بآيات الله.

٢ - ومن فوائد الآية الأولى أن هذا التوبيخ واقع موقعه أنهم كفروا بآيات الله وهم يشهدون.

٣ - الحكم الصريح الذي لا يقبل التأويل على أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - بالكفر {لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} ولا يوبخ إلا على أمر واقع، والكفر بآيات الله كفر بالله. وبه نعلم أنهم وإن زعموا أنهم مؤمنون بالله فهم كافرون به كفرًا صريحًا خالصًا.

٤ - أن هؤلاء الكفار كفروا عن علم وشهادة؛ لقوله: {وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}.

٥ - أن هؤلاء الكفار من أهل الكتاب كانوا يخادعون ويمكرون بلبس الحق بالباطل. وما أكثر ما يموّهون بالقرآن الكريم على بطلان ما ذهبوا إليه، مثل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [المائدة: ٦٩]، فيقول إن الذين آمنوا: أي المسلمين، والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله منهم واليوم الآخر فلهم أجرهم عند ربهم. فجعلنا نحن وأنتم في صف واحد، المؤمن منا بالله واليوم الآخر له الأجر، ولو كنا مخالفين لكم ما كان لنا أجر! ويقولون: عيسى

<<  <  ج: ص:  >  >>