للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجر، أي: ثواب، وإضافته إلى الله {عِنْدَ رَبِّهِمْ} يدل على عظمهِ وأنه عظيم جدًا، فإن الشيء من العظيم عظيم، ومن الكريم كثير، ولهذا قال: {لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ}.

وقوله: {لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ}: فيه إشارة كما سيأتي إن شاء الله في الفوائد أنه باقٍ؛ لأن ما عند الله يبقى، ولهذا يخلد أهل الجنة فيها أبدًا، نسأل الله أن يجعلنا منهم.

{إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}:

{سَرِيعُ الْحِسَابِ} السرعة: عدم التباطؤ في الشيء، فالله تعالى سريع الحساب من وجهين، الوجه الأول: أن الدنيا قليلة وفانية وسريعة وما هي إلا لحظات ثم تنقضي بسرعة، فاليوم الجمعة مثلًا، أو السبت أو الأحد أو أحد أيام الأسبوع ما تأخذ إلا شيئًا قليلًا حتى يصل الإنسان إلى نهايته ويموت، فيجد الحساب أمامه، فهذه سرعة، والسرعة الثانية: يوم القيامة فإن الله تعالى يحاسب الخلائق كلها في نصف يوم؛ لقوله تعالى: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا} [الفرقان: ٢٤] والقيلولة إنما تكون في نصف النهار، ويلزم من هذا أن الله يحاسب الخلائق كلهم في نصف يوم حتى إن كل واحد منهم يقيل في منزله ومستقره.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - الثناء على بعض أهل الكتاب؛ لقوله: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} (ومِنْ) هنا للتبعيض، وهم قليل.

٢ - كمال عدل الله عزّ وجل بإسناد الفضل إلى أهله، فإن الله عزّ وجل لما ذكر عقاب الكافرين وثواب المؤمنين قال: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ} فأسَند الفضل إلى أهله عزّ وجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>