للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤ - إثبات العذاب الأليم لمن هذه حاله، وقد عرفتم أنها منطبقة على صنفين من الناس: أهل الكتاب الذين كتموا صفة الرسول عليه الصلاة والسلام، والثاني: المنافقون.

* * *

• ثم قال تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: ١٨٩]:

قوله: {وَلِلَّهِ} الجار والمجرور خبر مقدم.

{مُلْكُ}: مبتدأ مؤخر.

{وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}: جملة استئنافية.

قوله: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}:

ملك السموات أي ملك الأعيان وملك التصرف، فهو مالك لأعيانها، وهو مالك للتصرف فيها. قال تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (٢٢) وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ: ٢٢، ٢٣]:

{لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} يعني على سبيل الاستقلال، {وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ} على سبيل المشاركة، {وَمَا لَهُ} أي ما لله، {مِنْهُمْ} أي من هؤلاء الآلهة التي تدعونها، {مِنْ ظَهِيرٍ} أي من معين، {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} أي لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه.

هذه الآيات يقولون: إنها قَطَّعت علائق المشركين الذين يعبدون الأصنام والأوثان؛ لأنه يقول: هذه الأصنام هل لها ملك مستقل في السموات والأرض؟ هل شاركت الله؟ هل أعانته؟ هل

<<  <  ج: ص:  >  >>