للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإضمار لفائدتين: إحداهما لفظية، والثانية: معنوية. والمعنوية، تتضمن ثلاث فوائد:

الفائدة اللفظية: مراعاة الفواصل، فواصل الآيات، فإن قال: (فإن تولوا فإن الله لا يحبهم) لم تتناسب هذه الفاصلة مع الفواصل التي قبلها وبعدها. ومراعاة الفواصل من البلاغة؛ ألم تروا إلى قوله تعالى من سورة طه: {قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} [طه: ٧٠] , مع أنه في الآية الأخرى يقدم موسى، وموسى أفضل من هارون -لا شك-، وأحق بالتقديم، لكنه قدم هارون على موسى في هذه الآية من سورة طه من أجل مراعاة الفواصل، ولا شك أن القرآن في قمة البلاغة، فمراعاة الفواصل من البلاغة.

أما الفائدة المعنوية: فنقول: إن قوله: {لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} إظهار في موضع الإضمار، وله ثلاث فوائد معنوية:

الأولى: التسجيل على هؤلاء بالكفر؛ يعني الحكم عليهم بأنهم كفار، ولو قال: فإنه لا يحبهم لم تحصل هذه الفائدة أنهم كفار.

الثانية: التعميم، بحيث تكون محبة الله منتفية عن كل كافر، ولو قال: لا يحبهم لاختصَّ نفي المحبة بهؤلاء فقط.

الثالثة: التعليل، وذلك لأن الحكم إذا عُلِّق بوصف دلَّ على عِلِّيَّةِ ذلك الوصف فيه، فإذا قلت: أكرِم المجتهد، أي: لاجتهاده، فدلَّ ذلك على أن الاجتهاد هو العلة.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - عناية الله سبحانه وتعالى بطاعته وطاعة رسوله؛ لأن الآية صدرت بـ {قُلْ}، والقرآن كله قد أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يقوله.

<<  <  ج: ص:  >  >>