١ - أن الله سبحانه وتعالى قد يبتلي المؤمن من أجل تمحيصه، وقد ذكرنا أن التمحيص من وجهين:
الوجه الأول: بيان منْ إيمانه صادق يصبر على الضراء، ومَنْ إيمانه مهتز لا يصبر.
الوجه الثاني: أن هذه المصائب فيها تمحيص للمؤمنين بتكفير السيئات.
٢ - محق الكافرين، فيستفاد من هذا فائدة وهي أن النعمة قد تكون سببًا للنقمة، فإن انتصار الكفار يوجب فرحهم وبطرهم حتى إذا بطروا محقوا.
٣ - أن الكافر مآله المحق؛ لقوله تعالى:{وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}، وهذا كقوله:{إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}[الأنعام: ٢١]{إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ}[يونس: ٨١] وأمثال ذلك كثير.
٤ - أن الله سبحانه وتعالى له التدبير الكامل في عباده؛ لقوله:{وَلِيُمَحِّصَ} فإن هذا الفعل كان فيه خير للمؤمنين وشر للكافرين.
* * *
• ثم قال تعالى:{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}[آل عمران: ١٤٢]:
{أم} هنا منقطعة، فتكون بمعنى (بل) وهمزة الاستفهام، أي: بل أحسبتم أن تدخلوا الجنة، وقولنا منقطعة احترازًا من المتصلة، فما هو الفرق بين المتصلة والمنفصلة؟ .
المنقطعة بمعنى (بل)، والهمزة المتصلة بمعنى (أو). و (أم) المتصلة يذكر معها المعادل، و (أم) المنقطعة ليس لها معادل،