للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن الله سبحانه وتعالى قد يبتلي المؤمن من أجل تمحيصه، وقد ذكرنا أن التمحيص من وجهين:

الوجه الأول: بيان منْ إيمانه صادق يصبر على الضراء، ومَنْ إيمانه مهتز لا يصبر.

الوجه الثاني: أن هذه المصائب فيها تمحيص للمؤمنين بتكفير السيئات.

٢ - محق الكافرين، فيستفاد من هذا فائدة وهي أن النعمة قد تكون سببًا للنقمة، فإن انتصار الكفار يوجب فرحهم وبطرهم حتى إذا بطروا محقوا.

٣ - أن الكافر مآله المحق؛ لقوله تعالى: {وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}، وهذا كقوله: {إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [الأنعام: ٢١] {إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: ٨١] وأمثال ذلك كثير.

٤ - أن الله سبحانه وتعالى له التدبير الكامل في عباده؛ لقوله: {وَلِيُمَحِّصَ} فإن هذا الفعل كان فيه خير للمؤمنين وشر للكافرين.

* * *

• ثم قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: ١٤٢]:

{أم} هنا منقطعة، فتكون بمعنى (بل) وهمزة الاستفهام، أي: بل أحسبتم أن تدخلوا الجنة، وقولنا منقطعة احترازًا من المتصلة، فما هو الفرق بين المتصلة والمنفصلة؟ .

المنقطعة بمعنى (بل)، والهمزة المتصلة بمعنى (أو). و (أم) المتصلة يذكر معها المعادل، و (أم) المنقطعة ليس لها معادل،

<<  <  ج: ص:  >  >>