للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من {فَرِيقٌ} وصحَّ مجيء الحال منها لأنها وصفت- إنما قال ذلك لأن الإنسان قد يتولى لسبب طارئ، لكن في قلبه شيء من الإقبال. أما هؤلاء فإنهم متولون، وهم قد امتلؤوا إعراضًا عن كتاب الله.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أنه ليس كل من أعطي علمًا يوفَّق للعمل به؛ لقوله: {يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى}.

٢ - التعجب من حال هؤلاء؛ حيث إنَّ عندهم العلم، ثم بعد ذلك لا يُقبلون على كتاب الله عزّ وجل.

٣ - أن هؤلاء قد قامت عليهم الحجة، لكونهم دُعوا، وهذا هو محط الذم، أما لو لم يدعوا، ولم يعلموا بالحق، فإنهم لا يذمون على ذلك إذا لم يفرطوا بطلب الحق.

٤ - أن الواجب التحاكم إلى كتاب الله؛ لقوله: {يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ}.

٥ - أنه لا حكم إلا لله، بما جاء في كتابه، فلا أحد من الحكام يستطيع أن يشرِّع أحكامًا مخالفة لأحكام الله، بل من شرَّع أحكامًا مخالفة لأحكام الله، وألزم العباد بها فهو كافر بالله عزّ وجل. اللهم إلا أن يعذر بتأويل سائغ، فهذا قد يخرجه من الكفر، لكن فِعْلُه من حيث هو فعل يؤدي إلى كفره.

٦ - أن الحكم في كتاب الله يكون في كل شيء؛ في العبادات والمعاملات والأخلاق والأعمال؛ لأنه لم يخصص منها شيء.

ويتفرع على هذه الفائدة: الردُّ على من قال: إن الشرع إنما

<<  <  ج: ص:  >  >>