ينصرهم، ويمنع العذاب عنهم، أو يرفعه عنهم؛ لأنهم حقّ عليهم العذاب، ولا يجدون لهم ناصرًا.
قوله تعالى:{وَلَوِ افْتَدَى بِهِ} هل الواو زائدة؟ يعني فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبًا لو افتدى به؟ أو إن الواو مؤسسة، يعني غير زائدة؟ نقول: الأصل عدم الزيادة، ولا موجب لقولنا إنها زائدة؛ لأن الكلام مستقيم ولو كانت أصلية. والتقدير: فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبًا إذا بذله من غير أن يصرح بأنه افتداء. وقوله:{وَلَوِ افْتَدَى بِهِ} يعني ولو صرح بأنه افتداء. والفرق بينهما أنه قد يعطي الأول تزلفًا لا معاوضة، وأما إذا أعطاه ابتداء فهو معاوضة. هذا هو الفرق بينهما، إذن:{فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ} سواء أعطاه من باب التودد والتحبب، أو أعطاه على أنه فداء ومعاوضة، لن يقبل منه.
[من فوائد الآية الكريمة]
١ - أن من مات على الكفر فلن يقبل منه شيء يمنعه من عذاب الله، ولهذا قال:{فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ}.
٢ - أن الأمر يسير على المؤمن؛ لأنه يفتدي من عذاب الله بما هو أقل من ملء الأرض ذهبًا. فإذا آمن وقام بالعمل الصالح، وأدى ما يجب عليه من الحقوق المالية نجا من هذا العذاب مع أنه أقل بكثير من ملء الأرض ذهبًا.