للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا دخل المسجد فصلى لم تزل الملائكة تصلي عليه مادام في مصلاه تقول: اللهم صلِّ عليه، اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، دعاء من الملائكة سخرهم الله عزّ وَجَلَّ، فأنت ترى أن من أراد الآخرة فهو من الشاكرين وسيجزي الله الشاكرين، سيجزيهم على شكرهم أكثر بأضعاف مضاعفة من أعمالهم.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن آجال الأنفس محددة؛ لقوله: {كِتَابًا مُؤَجَّلًا}.

٢ - تسلية أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين قيل لهم إن محمدًا قد قُتل، فأصابهم ما أصابهم من الغمِّ، فقال الله لهم: لا يمكن أن يقتل محمد قبل أجله {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا}. إن كان الله قد أنهى أجله فإنه ينتهي، وإن لم ينته أجله بقي إلى الأجل المحدد. فلماذا تجزعون إذا قيل: إن محمدًا قد مات أو قد قتل، وهذا الشيء مؤجل عند الله عزّ وَجَلَّ وبإذنه، وما كان مؤجلًا عند الله وبإذنه فإن الإنسان يجب عليه أن يستسلم له ويصبر عليه ويرضى به.

٣ - إثبات أن كل شيء حتَّى الموت مخلوق لله في قوله: {إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} وما كان صادرًا عن إذن فهو مخلوق، ويدل لهذا قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} [الملك: ٢].

٤ - أنَّه لا يمكن أن يتقدم الإنسان أو يتأخر عن الأجل الذي قدره الله له؛ لقوله: {كِتَابًا مُؤَجَّلًا} ويؤيد هذا آيات منها قوله تعالى: {فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [يونس: ٤٩]. ومنها: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} [المنافقون: ١١].

فإن قال قائل: يشكل على هذا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أراد أن

<<  <  ج: ص:  >  >>