للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أسباب الفلاح، وكل واحد من الناس ينشد الفلاح، كل واحد يحب أن ينال مطلوبه وأن ينجو من مرهوبه، فأين نجد هذا؟ نجده في تقوى الله عزّ وجلّ في القيام بطاعته واجتناب نهيه، وهو أمر يسير على من يسَّره الله عليه، افعل ما أُمرتَ به واترك ما نهيتَ عنه وبذلك يحصل لك الفلاح.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - تعظيم شأن الرّبا وخطره، ووجهه أنه صدر الخطاب في شأنه بالنداء.

٢ - أن اجتناب الربا من مقتضيات الإيمان, وأن كل مؤمن صادق الإيمان فلابد أن يتجنب أكل الربا.

٣ - أن أكل الربا منقص للإيمان، وهذا أمر لا شك فيه عند أهل السنة والجماعة؛ لأنه كبيرة من كبائر الذنوب، وفعل الكبائر عند أهل السنة ينقص الإيمان, وعند الخوارج يخرج من الإيمان ويدخل الكفر، وعند المعتزلة يخرج من الإيمان ولا يدخل في الكفر؛ لأنهم يقولون: إن فاعل الكبيرة لا مؤمن ولا كافر، فهو خارج من الإيمان غير داخل في الكفر. وعند المرجئة مؤمن كامل الإيمان, لو يأكل الربا ليلًا ونهارًا فهو مؤمن كامل الإيمان, لكن نحن نقول: هو مؤمن ناقص الإيمان.

٤ - تحريم أكل الربا؛ لقوله: {لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا} والأصل في النهي التحريم، لاسيما وأنه أكِّد بقوله: {وَاتَّقُوا اللَّهَ} ويقاس على الأكل بقية الإتلافات بالشرب واللباس وبناء المساكن وما أشبهها. لكن عبّر بالأكل لأنه أخص وجوه الانتفاع وغيره مثله.

<<  <  ج: ص:  >  >>