للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٤ - أنه في الأمور الهامة ينبغي أن يُقرن النفي بالإثبات ليتحقق الكمال؛ لقوله: {لَتُبَيِّنُنَّهُ}، {وَلَا تَكْتُمُونَهُ} ووجه ذلك ما أشرنا إليه قبل، أن البيان عدم الكتمان، لكن لما قال: {وَلَا تَكْتُمُونَهُ} أكد البيان بأن يكون بيانًا كاملًا ليس فيه كتمان.

٥ - الذم القبيح لأهل الكتاب اليهود والنصارى؛ لقوله تعالى: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} وأنتم تجدون شدة القذف في قوله: (نبذوه) ثم شدة الاستكبار لقوله: {وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ}.

٦ - أن هؤلاء الذين نبذوا العهد والميثاق وراء ظهورهم أخذوا بدله ثمنًا قليلًا، أي لم يأخذوا مقابله ولا مماثله ولا ما فوقه، لكنهم أخذوا بدله ثمنًا قليلًا، مما يدل على خسة هممهم، وأن هممهم دنيئة حيث أخذوا الأدنى بدلًا عن الأعلى.

٧ - القدح في هذه الطريقة؛ لقوله: {فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} ويتفرع على هذه الفائدة تحذير أولئك الذين يحابون الرؤساء والأُمراء والوجهاء والأعيان في ترك بيان العلم؛ لأن الله تعالى أثنى بالقدح واللوم والتوبيخ على من كانت هذه حاله، والواجب البيان حتى عند الأمراء والوزراء والكبراء والرؤساء، بل إن بيان الحق عندهم يكون أوجب، وكلمة الحق عند السلطان الجائر من أفضل الجهاد.

* * *

• ثم قال تعالى: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: ١٨٨]:

قوله: {لَا تَحْسَبَنَّ} فيها قراءات: (لا تَحسَبن) بفتح السين،

<<  <  ج: ص:  >  >>