الظن في كل واحد. فابن عمر - رضي الله عنه - فَهِمَ من هذا الخارجي أنه يريد الطعن والقدح في عثمان فأجابه.
{وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ} أي: صاحب فضل {عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}. وأنتم منهم ولذلك عفا عنكم، وهنا في الجملة إظهار في موضع الإضمار، إذ مقتضى السياق أن يقول:"والله ذو فضل عليكم" وفائدته (أي فائدة الإظهار في مقام الإضمار) تقدمت لنا وقلنا: فيه ثلاث فوائد:
الفائدة الأولى: التسجيل على محل الإضمار أو على مرجع الضمير بأنه من أهل هذا الوصف، يعني إثبات هذا الوصف لمرجع الضمير، مثلًا:(والله ذو فضل عليكم) إذا قال: "على المؤمنين" بدل "عليكم" أفاد بأنهم مؤمنون.
الفائدة الثانية: العموم؛ لأنه لو قال:(والله ذو فضل عليكم) اختص الفضل بمرجع الضمير، وإذا قال:"على المؤمنين" تشملهم وغيرهم.
الفائدة الثالثة: العلة (علة الحكم)، الحكم كون الله ذو فضل، والعلة -وهي الإيمان- في هذه الآية، وهي تختلف باختلاف السياق، هذه فائدة الإظهار في موضع الإضمار هنا، فهنا مناسبة لفظية في الإظهار، وهي تناسبُ رؤوس الآيات، لأنه لو قال:(والله ذو فضل عليكم) لم تتناسب مع ما بعدها ومع ما قبلها.
[من فوائد الآية الكريمة]
١ - أن الله سبحانه وتعالى قد نصر المؤمنين في أُحد كما نصرهم في بدر؛ ودليله:{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ}.